ماعلاقة هذا الصراع بتحركات أسواق الذهب و الصعود الأخير؟، الجواب داخل المقال.
BYD تتفوق وتنافس تيسلا في سوق السيارات الكهربائية
شهدت شركة BYD الصينية صعوداً مذهلاً لتصبح منافساً شرساً لشركة تيسلا الأمريكية في سوق السيارات الكهربائية العالمي، فقد تجاوزت BYD منافستها تيسلا في جوانب رئيسية مثل حجم الإنتاج والمبيعات مؤخرًا.
على سبيل المثال، حققت BYD إيرادات قياسية بلغت حوالي 107 مليارات دولار في عام 2024 متفوقةً على إيرادات تيسلا البالغة 97.7 مليار دولار فقط، مع نمو سنوي بلغ 29% مقابل نمو 1% لتيسلا.san.com
هذا النمو الهائل رافقه تسجيل BYD لمبيعات قاربت 4.3 مليون سيارة خلال العام نفسه، مستفيدةً من هيمنتها على السوق الصينية وزيادة الطلب الخارجي على سياراتها الكهربائية. san.com
بالفعل، توسعت BYD عالمياً بشكل ملحوظ فهي تركز على أسواق خارج أوروبا وأمريكا الشمالية حيث تيسلا أقل انتشاراً، مثل أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، وتنافس هناك عبر تقديم سيارات بأسعار تنافسية تقل عن مثيلاتها لدى تيسلا.
وقد بدأت هذه الإستراتيجية تؤتي ثمارها، حيث تفوقت BYD لأول مرة على تيسلا في مبيعات السيارات الكهربائية الفصلية خلال الربع الأخير من 2024، مسجلةً 595,000 سيارة كهربائية مقابل 495,000 لتيسلا في ذلك الربع.
واستمرت BYD في التفوق خلال الربع الأول من 2025 ببيعها 416,000 سيارة كهربائية مقارنةً بـ336,000 سيارة لتيسلا في الفترة ذاتها.
هذا التحول يؤكد تغير مشهد المنافسة في سوق السيارات الكهربائية، حيث يتوقع المحللون أن تتصدر BYD المبيعات العالمية بحصة سوقية تبلغ نحو 15.7% في عام 2025 متجاوزةً تيسلا للمرة الأولى.
تطلعات هواوي في رقائق الذكاء الاصطناعي وتداعياتها على إنفيديا

لا يقتصر التحدي الصيني للريادة الأمريكية على سوق السيارات الكهربائية فقط، فشركة هواوي الصينية تدخل بقوة إلى ساحة رقائق الذكاء الاصطناعي مهددةً مكانة العملاق الأمريكي إنفيديا في هذا المجال الحيوي.
على الرغم من العقوبات الأمريكية المشددة التي حدّت من حصول هواوي على أحدث الشرائح والتقنيات الغربية، استطاعت الشركة تكثيف جهود البحث والتطوير لإيجاد بدائل محلية منافسة.
في تطور حديث، تستعد هواوي لبدء شحن كميات تجارية من شريحتها الذكاء الاصطناعي المتقدمة Ascend 910C إلى العملاء في الصين ابتداءً من مايو 2025.
تتميز هذه الشريحة بأنها وحدة معالجة رسومية (GPU) مصممة لتعلم الآلة والذكاء الاصطناعي، وقد طورتها هواوي كحل بديل عن شرائح إنفيديا المحظور تصديرها إلى الصين.
بالنسبة لشركة إنفيديا، التي تسيطر على الحصة الكبرى من سوق معالجات الذكاء الاصطناعي عالمياً، فإن هذه التطورات تشكل تهديداً استراتيجياً على المدى الطويل. فحرمان إنفيديا من السوق الصينية (وهي من أكبر أسواق العالم طلباً لرقائق الذكاء الاصطناعي) سيؤثر على نموها وإيراداتها، ويفتح المجال أمام منافسين جدد لترسيخ حضورهم.
وفي حين ستبقى إنفيديا رائدة عالمياً على المدى القريب بفضل تفوق تقنياتها وانتشار استخدامها في الغرب، إلا أن تقدم هواوي والشركات الصينية في هذا المضمار قد يعيد رسم الخريطة التنافسية خلال السنوات القادمة.
من منظور المستثمرين، قد يعني ذلك فرصاً في الشركات الصينية الناشئة في صناعة الرقائق، لكنه يحمل أيضا مخاطر على أسهم الشركات الأمريكية إذا فقدت حصصاً سوقية مهمة لصالح بدائل صينية.
الاقتصاد الصيني بين التحديات وفرص التكنولوجيا الصينية

يواجه الاقتصاد الصيني حالياً مزيجاً معقداً من التحديات الاقتصادية الداخلية والخارجية، ولكنه في الوقت ذاته يكشف عن فرص واعدة في قطاع التكنولوجيا الصينية التي قد تجذب المستثمرين الباحثين عن النمو.
فعلى صعيد الأداء الكلي، تمكنت الصين من تحقيق نمو اقتصادي بنحو 5% في عام 2024 متوافق مع مستهدفاتها، مدفوع بشكل أساسي بحزم التحفيز الحكومي وانتعاش الصادرات والاستثمار القوي في القطاعات عالية التقنية.
هذا التحول نحو دعم الاقتصاد الرقمي والتكنولوجي جاء في وقت تسعى فيه بكين إلى تقليل اعتمادها على قطاع العقارات المتضخم والتركيز على محركات نمو جديدة.
ومع ذلك، لا تخلو الصورة من جوانب مقلقة إذ لا يزال الطلب المحلي ضعيفاً وثقة المستهلكين فاترة، وتواجه البلاد ضغوطاً ديموغرافية نتيجة تراجع نمو السكان، وقد أشار محللون إلى أن الاقتصاد الصيني يعاني من تباطؤ في استثمارات القطاع الخاص وتراجع في زخم الإنفاق الاستهلاكي وارتفاع معدلات بطالة الشباب.
كما ظهرت مخاوف من ضغوط انكماشية (هبوط مستويات الأسعار) خلال 2023 مما يزيد العبء على الشركات ويرفع تكاليف الاقتراض الحقيقي، هذه التحديات مجتمعة تُضعف زخم التعافي الاقتصادي بعد الجائحة وتثير تساؤلات حول استدامة النمو في المدى المتوسط.
الذهب وسوق العملات كملاذ آمن وسط التقلبات

مع ازدياد التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية عالمياً، توجه المستثمرون إلى الذهب وسوق العملات كملاذات آمنة لحماية ثرواتهم والتحوط ضد المخاطر.
ويبرز الذهب بشكل خاص كخيار تقليدي أثبت قدرته على الصمود في الأزمات. خلال العام 2024، سجلت أسعار الذهب ارتفاعات قوية مدفوعة بالطلب الاستثماري، حيث ارتفع سعر الذهب بنسبة 27% ذلك العام مسجّلاً أكبر زيادة سنوية منذ عام 2010.
واستمر هذا الزخم مطلع عام 2025 مع تصاعد التوترات فقد وصل الذهب إلى مستويات قياسية تاريخية تقارب 3500 دولاراً للأونصة في ابريل 2025
. هذا الارتفاع دفع إجمالي الطلب العالمي على الذهب إلى مستوى غير مسبوق بلغ 4,974 طناً في 2024، مدفوعاً بالدرجة الأولى بارتفاع استثمارات الملاذ الآمن وقيام البنوك المركزية بمشتريات ضخمة من المعدن النفيس.
ويعزو محللو السوق هذه الطفرة إلى مجموعة عوامل، أبرزها تصاعد المخاوف الجيوسياسية (مثل احتدام التوتر بين الولايات المتحدة والصين واضطرابات الشرق الأوسط) وعدم اليقين الاقتصادي بما في ذلك التضخم وتقلب السياسات النقدية، ففي أوقات عدم الاستقرار، يزداد إقبال المستثمرين – أفراداً ومؤسسات – على الذهب باعتباره استثماراً آمناً ومخزناً للقيمة يحتفظ بقوته الشرائية على المدى الطويل. إلى جانب الذهب، ينظر الكثير من المستثمرين أيضاً إلى سوق العملات بحثاً عن ملاذات آمنة وسط الاضطرابات.
فعند اشتداد الأزمات المالية أو الجيوسياسية، ترتفع قيمة بعض العملات العالمية التي تتمتع بثقة عالية وسيولة كبيرة، وعلى رأسها الدولار الأمريكي باعتباره العملة الاحتياطية الدولية الأهم.
تاريخياً، شهدنا تدفقاً للأموال نحو الدولار في فترات القلق كونه يُعد ملاذاً آمناً نسبياً. أيضاً الفرنك السويسري والين الياباني يُعتبران من عملات الملاذ الآمن التقليدية التي يلجأ إليها المستثمرون وقت الشدة.
وخلال العامين الماضيين، أدى الغموض الذي يكتنف اقتصاد الصين وتداعيات الحرب التجارية والعقوبات المتبادلة مع الغرب إلى ارتفاع الطلب على العملات الأجنبية بين المستثمرين والشركات الصينية لتحصين مراكزهم المالية.
كما أن تقلبات أسواق الأسهم والسندات دفعت مديري المحافظ إلى زيادة حيازاتهم من الأصول النقدية أو ما يعادلها، حفاظاً على السيولة وتقليلاً للتقلبات.
وفي بعض الاقتصادات الناشئة، اتجه الأفراد لتحويل مدخراتهم إلى عملات أكثر استقراراً أو إلى ذهب عند تراجع الثقة بالعملة المحلية وارتفاع التضخم.
الأسهم الصينية: موازنة بين المخاطر والعوائد
في ظل التحولات الحاصلة، برزت الأسهم الصينية كخيار استثماري جدلي يتأرجح بين إمكانات نمو عالية ومخاطر معتبرة.
فمن جانب، توفر الأسواق الصينية وصولاً إلى شركات عملاقة وقطاعات سريعة النمو قد لا تتوفر في أماكن أخرى بنفس الحجم والوتيرة.
ومن جانب آخر، هناك عوامل عدم يقين تجعل البعض مترددين إزاء زيادة الانكشاف على تلك الأسواق، الأسهم الصينية توفر فرص نمو جذابة لكنها تتطلب إدارة حذرة للمخاطر.
النجاح سيكون من نصيب من ينجح في اختيار الصفقات السليمة وتوقيتها ومتابعة مستجدات المشهدين الاقتصادي والسياسي.
في نهاية هذا المقال نقدم لكم ملخص سريع لأهم النقاط الهامة
يتضح أننا نشهد تغيرات جوهرية في مشهد سوق المال العالمي، فالصعود الصيني المتمثل في نجاح شركات كبرى مثل BYD وهواوي بات يقلب موازين المنافسة مع نظيراتها الأمريكية تيسلا وإنفيديا، مما يخلق واقعاً جديداً يحتم على المستثمرين إعادة تقييم استراتيجياتهم.
وفي الوقت نفسه، تدفع حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي الكثيرين للجوء إلى الذهب والعملات كملاذات آمنة لحماية المحافظ الاستثمارية.
لا تتردد في التواصل معنا للحصول على استشارة مالية مخصصة تساعدك في بناء استراتيجية تحقق أهدافك بأمان وفاعلية، اغتنم الفرصة الآن للتقدم بخطوة في عالم الاستثمار المتغير – سجل في نشرتنا الاقتصادية اليومية وقم بالتواصل مع مستشارك المالي اليوم.